[1] قصة الأبرص والأقرع والأعمى :
عن
أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي (ص) يقول :" إن ثلاثة من بني إسرائيل
أبرص وأقرع وأعمى أراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص فقال :
أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني(1) : ـ
كرهني ـ الناس فمسحه(2) : ـ أمر يده عليه ـ فذهب عنه قذره وأعطى لوناً
حسناً فقال (الملك) فأي المال أحب إليك قال : الإبل – أو قال : البقر – شك
الراوي . فأعطى ناقة عشراء(3) : ـ حامل ـ ، فقال : بارك الله لك فيها .
فأتى الأقرع فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : شعر حسن ويذهب عني هذا الذي
قذرني الناس فمسحه فذهب عنه وأعطى شعراً حسناً . قال : فأي المال أحب إليك ؟
قال : البقر فأعطى بقرة حاملاً ، قال بارك الله لك فيها . فأتى الأعمى
فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : الغنم فأعطى شاة والداً . فأنتج هذان وولد
هذا فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم . ثم
إنه (الملك) أتى الأبرص فصورته وهيئته فقال : رجل مسكين قد انقطعت بي
الحبال(4) : ـ الأسباب ـ في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك
بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيراً أتبلغ به في سفري فقال
: الحقوق كثيرة . (*) الكلمات التي بين قوسين ليست من الحديث وإنما هي من
إضافة المؤلف لتوضيح المعنى . فقال (الملك) : كأني أعرفك ألم تكن أبرص
يقذرك الناس فقيراً فأعطاك الله ؟ . فقال : إنما ورثت هذا المال كابراً عن
كابر . فقال : إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت . وأتى الأقرع في صورته
وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا ورد عليه مثل ما رد هذا . فقال : إن كنت
كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال : رجل
مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم
بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري ؟ . فقال : قد كنت أعمى
فرد الله إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء
أخذته لله عز وجل فقال : أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط
على صاحبيك ".(رواه البخاري ومسلم) .
ليست هناك تعليقات